العمل الحر على الإنترنت ورواده عربيا (مهندسة /سمر صبحى )
..العمل الحر على الإنترنت ورواده عربيا (سمر صبحى )
عندما تعاد كتابة التاريخ بطريقة منصفة .لا ريب سيكتبون :-أن المهندسة (سمر صبحى )هى من أوائل رواد العمل الحر على الإنترنت فى عالمنا العربى . وتتعلم أجيالنا من هى النماذج التى عليهم الإقتداء بها .
أمتلكت من طاقة الروح ما أضاء هذه الدروب . فانجذب الشباب العربى بل وكبارهم على إختلاف مشاربهم إليها .منهم من وجد ضالته للرزق الحلال , ومنهم من علََم وتعلم , ومنهم من ألقى بكلماته لتجوب الأرض من أدناها إلى أقصاها . وغير ذلك كثير .
سمعت أول ما سمعت محاضراتها على (أكاديمية الدارين ) . بكلماتها روح صادقة وإرادة قوية أن تنفع الناس . كنت أنقل محاضراتها المجانية لزميلاتى وعيالى .ولها العديد من (الفيديوهات على اليوتيوب) كما كانت محاضرا متطوعا على (ملتقى الدارين )
ويحسب لها تأسيس (جروب Freelance For Arabs ) .والذى تحلق حوله الكثير من فتية الوطن يستفيدون ويفيدون.كما أنشأت شركة (MAM Design Agency) لخدمات تصميم المواقع والعمل الحر .
ولدت بالجزائر لأبوين مصريين يعملان بالتدريس .وهي من بور سعيد .درست بكلية العلوم جامعة قناة السويس قسم الرياضيات. ثم حصلت على دبلومة معهد تكنولوجيا المعلومات (ITI) فى (المالتيميديا ).
وهنا لابد من وقفة وتحية واجبة للمنحة التى يقدمها دوريا معهد تكنولوجيا المعلومات (ITI) (Informatio Technology Institute ) للخريجين بمختلف تخصصاتهم .شرط أن يجتازوا الإختبارات المؤهلة لها .ومن هنا نصيحتى للخريجين أن يحاولوا الإستفاده منها فهى من الفرص الرائعة وقد أنجزتها إحدى بناتى مؤخرا . ولا شك أن هذه المنحة من السنن الحسنة التى ساهمت فى إدراك بلادنا لثورة المعلومات والعالم الرقمى .
بعد هذا الإستطراد أعود إلى سيرة حبيبتى المهندسة سمر صبحى .بداية تعارفنا عندما كتبت إستفسار يكاد يكون من باب الدعابة على صفحة (فريلانسر فور أراب ).ذكرت تسأل المتابعين أنها تحب أشغال الكروشيه فهل تخصص لها جزءا من وقتها ؟ أجبتها وأنا مثلك أحب أشغال الإبرة كلها عندما تغير الإبرة وجهتها فى كل مرة وتنتج أشكالا ساحرة ومدهشة ومختلفة .ولكن مثلك يحتاجه الوطن . أتركى أعمال الكروشيه .للكثيرات غيرك ووفرى جهدك لتعليم شباب الوطن .
استحسنت نصيحتى وراسلتنى على (الماسنجر )وتعارفنا على غير أنساب بيننا وتبادلنا بعض الرسائل .ولعل أفضل ما يحسب لها أنها أرست بإجتهاداتها الشخصية ما يجب وما لا يصح .هى أسست لمبادئ العمل الحر على الإنترنت التى تحفظ ثوابتنا وهويتنا إذ ما قيمة الإنسان لو فقد هويته أو باع ثوابته.والإنترنت عالم موازى مفتوح ولكن لكل إنسان حقوق الإختيار.إن شرا فشر ,وإن خيرا فخير.
فى كل محاضراتها كانت تحذر كزرقاء اليمامة من العمل مع الصهاينة أ و الترويج أو العمل بمواقع تروج للخمور أوللمناظر والمواقع الإباحية .أو حتى المواقع الخارجة عن الذوق العام .كما تحذر من (الفوركس) وما شابه .
تذكر فى محاضراتها البدايات .إذ لم يروق لها الجمع بين العمل الروتيني الرتيب وبين البيت ورعاية الأطفال .فظلت لفترة ببيتها .
وتذكر دوما فضل زوجها وكان مهندسا . إذ كان يرسل لها موضوعات عن العمل الحر على الإنترنت .وحقا هنيئا له هذا الصنيع .وأجمل به من صنيع إذ حينما يتكامل الزوجان ,ربانا سفينة الأسرة. يقوى الوطن ,وينجو الوطن .
فى البداية لم تلتفت . ولكن وذات مرة عادت لهذه المكاتبات .فكان منها دهشة المبدعين عند إكتشاف الجديد ,والشغف به فتعلمت وعلمت بروح غايتها النفع للناس .وفتحت ابوابا للرزق للكثيرين .
وهنا وقفة إذ أن مجالات العمل الحر على الإنترنت فرصة رائعة لربات البيوت المتعلمات وحلا جيدا لمعضلة التوفيق بين العمل ورعاية الأطفال . إذ أنه يشمل طيفا واسعا جدا .سواء أعمال التصميم والترجمة وأشكال مختلفة من التجارة ,والتعليم والتعلم ,والتدوين وهذا على سبيل المثال لا الحصر .إذ تطول القائمة وتطول.
وذات يوم فاجأتنى رسالة منها تسألنى الدعاء إذ أنها مقبلة على جراحة ولن تخبر أباها رأفة به وشفقا عليه إذ لاتقوى صحته على التحمل لله ما أطيبها وما أجملها وكانت رسالتها هذه آخر عهدى بها فى الدار الدنيا أسأل الله ان نلتقى حيث لا فراق.
يعاتبنى الوفاء إن لم أذكر لها ما أدركته من مكرماتها .اللهم أختصها برحمتك فيمن تشاء وألحقها بالصالحين . وأحرس عيالها وأهليها بعينك التى لا تنام .
بالله عليكم ياكل فضلاء الوطن أذكروا لكل محسن إحساناته حتى يتنامى لدى أجيالنا حب النماذج الطيبة ,
وحب الإقتداء بها . علنا ننجو فينجو الوطن .
اترك تعليقا