أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

المقامات والمنامات فى الأدب العربى

              الزمان : اليوم الأول للدراسة بالجامعة ،والمكان : مدرج رقم 7 الخاص بالفرقة الإعدادية . ولدينا بعض الوقت قبل البَدء .هنا أمور مألوفة وأيضا أمور لم نألفها بعد .  ورغم مرور الزمن لم أنسى هذه المقامة التى كتبها أحدهم مستغلًا لخشب المدرج .أختلف معه تماما فى سلوكه هذا . لكنى أتفق معه أن  المقامة الهندسية هذه كما سماها طريفة وخفيفة الظل.

          أذكر منها بعض السطور ولا أعلم كاتبها أو ناقلها يقول : أعلنوا لى نتيجة الثانوية العامة وكان المجموع عالى عالى ،قال أبى : الطب قلت :وأنا مالى  ودخلت هندسة وأصبح هذا حالى . ذهبت لمدرج إعدادى فقابلنى طالبٌ من عُمر أجدادى . قال : ما الذى جاء بك إلى هنا ياعدادى ؟ ثم يُعدد ما يراه صعوبات بسخرية لاذعة .وبعيدًا عن تمرد الطلبة أيام العمر الزاهى ، ماذا عن فن المقامات فى الأدب العربى ؟

                                                 

المقامات والمنامات فى الأدب العربى

                               المقامات والمنامات فى الأدب العربى 

        والمقامة قصة أو موضوع أو حكاية  تدور كل أحداثها فى مجلس واحد . وللمقامة شخصيتان أساسيتان ،الراوى والبطل . وهى نص نثرى أدبى يغلب عليه الإهتمام  بأناقة اللغة وجمال الأسلوب ، وتضمينها  النوادر والأمثال والأقوال المأثورة .وتُعد المقامات حاويات للغة العربية وغريب الكلمات العربية الفصيحة وطريفها .حتى قيل إن من أسباب إنشاءها أنها بمثابة نصوص لتدريب النشء على مهارات اللغة العربية.

بداية ظهور المقامات فى الأدب العربى 

        هناك إتفاق على أنَّ المقامات بدأ ظهورها بقوة في العصر العباسى، وتحديدًا فى القرن الرابع الهجرى ،عصر إزدهار الكتابة والترجمة والكتب ودكاكين الوراقين . ذاعت فى البداية مقامات بديع الزمان الهمذانى المتوفى فى 395 هجرية  ونصيحة مُخلصة منى إبحث عن هذه المقامات وعِش بروحك ووجدانك رفاهية هذا الزمان وجمال اللغة  وخِفة الروح وتوقد الذكاء وكل الأجواء المُحيطة .إنها حقًا رحلة عبر زمان مضى . كما اشتهر كذلك إبن نباتة المُتوفى فى 405 هجرية  وأيضًا الحريرى المُتوفى فى 516 هجرية .
          وهكذا أخذت المقامات مكانها عند التصنيف للأدب العربى .ومن الملحوظ أن كاتب المقامة يترك نفسَه على سجيتها تماما . فهو هنا لا يقول بذات نفسه إنما يروى على لسان شخصية الراوى وافعال بطل المقامة اللذان يوظفهما عنده لكل مقاماته ومثال ذلك فى المقامة الجاحظية  ،يتنمر الهمذانى على الجاحظ وهو منْ هو ملك الكتابة المتوج فى عصره ، والجاحظ لا ريب من أعلام زمانه .ولكن طالما أن الأدب هو خواطر النفس المسكوبة على الأوراق إذن للهمذانى أن يقول  طالما إن الخلاف فى الرأى لا يُفسد للود قضية  وطالما أن الحديث فى المُقامة للراوى والبطل .

تطور المقامة فى الأدب العربى 

      فى البداية كان أكثر ما تتناوله المقامات حِيَّل الشُطَّار  والنقد والمواقف الطريفة ،وبمرور الزمن بدأت المقامات تتناول موضوعات أكثر، فهناك مقامات وعظية للزمخشرى وكذا مقامات للسيوطى . إلى العصر الحديث إذ ظهر ناصف اليازجى  والمويلحى ود صلاح جرار وغيرهم ، وازداد تنوع الموضوعات حتى أنك تجد مقامة تتحدث عن تعلم الشطرنج وحتى عن أكثر الأمور حداثة .
       ولكنهم اتفقوا على أن يكون لكل منهم راوى للمقامة وبطل لها .مثال ذلك اختار بديع الزمان الهمذانى عيسى بن هشام راويًا وأبا الفتح الإسكندرى بطلاً . واختار الحريرى الحارث بن هشام راويًا ،وأبا زيد السروجى  بطلًا . أما ناصيف اليازجى الذى توفى 1871 ميلادية فقد اختار الشيخ ميمون بن خزام بطلًا وسهل بن عباد راوياً .فى مقاماته مجمع البحرين  .

المنامات فى الأدب العربى

          أما المنامات لا تختلف كثيرًا عن المقامات بدأها رُكن الدين الوهرانى  فى القرن السادس الهجرى . وتأثر به فى الأدب الحديث د. صلاح جرار وكتب المنامات الأيوبية والتى كان يبدأ كلام كل منام بما يلى : حدثنا علقمة بن مُرة الشيبانى عن أبى أيوب الهندى ليبدأ بالقول رأيتُ فيما يرى النائم .....  ثم يروى منامه مُضمنًا اياه فكرته ثم تنتهى الرؤيا بإستيقاظ أبى أيوب فى حالات مختلفة .

                                           ودمتم أحبتى بكل خير

snabel2021
snabel2021
تعليقات